إعتدلت فى جلستها وأومئت برأسها ناحيتى وقالت بصوت هادئ دون إنفعال وكأنها تقرر واقع تعيشه أنها ملت تلك الحياة وملت هذا الرجل الذى تعيش معه . نظرت إليها متأملاً منصتاً أشجعها بإبتسامتى وهدؤى أن تسترسل فيما تقول, نظرت فى الفضاء بأسى وأخبرتنى أنها تخسر بوجودها معه وبأنها حاولت وأصرت كثيرا على تغير ما بهذا الرجل من صفات وعناد ورغبة عارمة على الفشل دائما وكأنه يحب أن يعيش كما هو دون تقدم ودون تحضر, حينئذ أدركت أنها عاصفة قادمة وهل هذا وقت الحوار وقت الخلاف أم نعبر العاصفة القادمة ونتجنبها بسلام. ولكن أين هذا السلام وكلانا ينتظر من الآخر التغير ذاته وكلانا لايستطيع أن يتقبل مابالآخر من إختلافات تبدو من وجهة نظره كأنها عيوب كبيرة وفارقة أحيانا. أدركت حين نظرت لها كم هى تتألم وكم تتمنى فعلا تغيرى و لكم كرهت نفسى لعدم تقبلى هذا التغيير, ولكن كيف وأنا فى تلك اللحظة تمنيت نفس الشئ منها, هل لألهة الحب التى جمعتنا أن تقف بنا حكما أم عجزت هى الآخرى عن حل تلك المعضلة, لماذا جمعتنا تلك العاطفة وكلانا ينظر للآخر هكذا. وقبل أن تكمل حديثها وشكواها قاطعتها قائلا ألم تدركى مافيه قبل لقاء قلوبكم وكيف ألتقت تلك القلوب على إختلاف الروئ والحياة, قالت أنها أحبته حقا ولكنها أيضا أرادت التغيير , فهى تريد الكمال وتريد التآلف معا ولكنه دائما كما هو يقف عند حافة الطريق ولايريد أن يعبر معها , موقف تلو الآخر يعيد ذاته. إختفت الإبتسامة عن وجهى وقلت لها بصوت عميق : عفوا سيدتى إنك تدركين مابه وتدركين أختلافه وقبلت به, ولكنك فى إحتياج لرعاية تلك العواطف التى جعلتك فى الماضى تقبلين هذا الإختلاف ولتعلمى أن مابه من رغبة لتغييرك قد تفوق رغباتك بكثير ولكنه إختبار حب من جديد.